مقدمة عن المشروع

 

أحدثت الثورة الرقمية نهاية القرن الماضي تغيرا كبيرا في حياة البشر، ومع الدخول في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إنتشر تأثير هذه الثورة على كل مناحي حياتنا وفرضت سطوتها على نحو كامل؛ وبرز جيل جديد من الشباب والأطفال وحتى البالغين كمستهلكين نهمين ودائمين ومنتجين لها. وفيما نظر الشباب والأطفال إلى الثورة الرقمية باعتبارها أمرا بالغ الأهمية والإثارة والتأثير، رأى آخرون من كبار السن أنها ليست هكذا تماما. وإن كان العالم المتقدم قد حسم هذه المسألة وصار العصر الرقمي أحد مكونات حياتهم، بل من أهم المكونات؛ لازال عندنا الجدال قائما بين متحمس يرى ضرورة إدخاله في حياتنا كافة، ومتحفظ لا يزال يرتاب من إدخاله في كل جوانب الحياة. والتعليم الألكتروني أحد هذه المسائل المثيرة للجدل حتى أتفق عندنا على الأقل، أن استخدام الثورة الرقمية في التعليم والتعلم عبر المزاوجة بين المدرستين التقليدية والرقمية الحديثة سوف يشكل أولى خطوات حالة إبداعية تمكن الأطفال والشباب في المدارس والجامعات من استثمار هذه الأداة نحو إيجاد فضاء جديد عنوانه: تعزيز الثورة الرقمية والانتقال من حالة استهلاك المعرفة إلى إبداع وإنتاج المعرفة. ونحن في فلسطين وتحديدا الشاب والأطفال "الطلاب" الفقراء، ممن لا تتوفر لهم الظروف والإمكانيات المناسبة والمتساوية للتحصيل العلمي، يضطرون إلى إما ترك المدارس مبكرا أو الاستمرار دون نيل فرصة متكافئة في مواكبة وسائل وتقنيات التعليم والتعلم الحديثة، مما يترك أثرا سلبيا على مستوى التحصيل والنتائج العلمية مقارنة بأقرانهم وزملائهم من غير المهمشين وغير المحرومين. إن توفير تكنولوجيا المعلومات لهذه الفئة المهمشة والمحرومة وإدخالها إلى حياتهم التعليمية عبر إنشاء مكتبة إلكترونية تفتح أبوابها لهم يعني قيام المجتمع المدني والجمعية تحديدا بتحمل عبء تمكين هؤلاء الذين يمتلكون القدرات لكنهم لا يمتلكون الإمكانيات.

 مقدمة عن المشروع